أنا الآن تائه في ممرٍ مُظلم
أسمعُ مِن بعيدٍ صوتَ موسيقى مُخيفة.
جَسدِي يرتعِشُ مِن الخَوف، قدمِي لا تقدِر على حَملِي
أنا الآن ألومُ نفسِي على عدمِ سماعِ حديثِ الناس عن ذلكَ الممر،
أريدُ أن أعود، حتمًا سأعود لن أُكمِل
أحاديثُ الناسِ ليست كاذبة
رجَعتُ إلى الوراءِ بضعَ خُطُواتٍ ثم استدَرتُ وجرَيت
أجري بأقصىٰ ما لديَّ وهُناك أصواتُ همسٍ تحاوطُنِي
ما هذا؟
عدتُ إلى نفسِ المكان
نعم عدتُ ثانيةً
أسمعُ دقاتِ قلبي التى تملَّكها الخوف
هناك ضوءٌ في آخر الممر!
أحسست بيد لمسَت كتفي فأخذتُ أجرِي إلى هذا الضوء
ولكن بدونِ فائدة فأنا أعودُ إلى نفسِ المكان مرةً أُخرىٰ
هل سألقَىٰ مصيرِي هُنا؟ لا أريدُ ذلك
صوتُ الهمسِ بدأَ يزداد
سددتُ أذنايَ بيدي أنا لا أريدُ سماعَ شىء
أريدُ معجزةً تُخرجني مِن هذا الممرِّ اللعين
ما هذا الصوت؟ إنهُ صوتُ شخصٍ ينادِي بإسمي
أعلمُ هذا الصوتَ جيداً أنه صوتُ أخي
- سام أنا هنا أرجوك ساعِدني
= إبقىٰ مكانكَ أنا قادمٌ إليك
جاء سام و أمسَكَ بيدي و أخذَ يُسلِّط الكشافَ على الطريقِ حتى يرى
أشكرك يا الله على مُساعدتِي، لقد وصلنا لِـ بدايةِ الممر
أرى ضوءَ النهارِ أخيراً
أغمضتُ عيني بِارتياحٍ وعند فتحِها
وجدتُ نفسي قد عدتُ إلى الظلامِ من جديد
ما هذا بحقِّ الجحيم؟
هل كان هذا حُلماً؟ أصابنيَ الهلعُ وبدأتُ في الصراخ
- أريدُ أن أخرجَ من هنا، ليتني استمعتُ إلى أحاديث الناس عندما كانوا يقولونَ أن من يدخل هذا الممر لا يخرُج أبداً، الأرواحُ التي ماتَت في حادثِ المترو يسيطرون عليهِ إلى الآن، ليتني إستمعتُ لهم
لكن لا يفيدُ الندم الآن، أمسكتُ المسجِّل الذي بيدي و رويتُ كلَّ شىءٍ حدثَ لِي هنا
ثم جريتُ إلى بدايةِ الممر مرةً أخرى ورميتهُ بعيداً
لا أعلمُ هل خرجَ من الممر أم ظلَّ باقياً فيه..
أمَّا عليَّ أنا فأخدتُ أتمشَّى وسَطَ الظلامِ بعد أن نفَذَت بطاريةُ الكشَّاف
مشيتُ وصوتُ الهمساتِ والموسيقى المُرعبة يعلو، و أشعُر بِبعض اللمساتِ على جسدِي
لا أعلمُ أينَ يأخذُني الظلام
هل الموتُ أمِ النجاة؟
بالقلم /كريم أيمن
تحت إشراف:_
اماني اشرف _دنيا الخباز
#جريدة_كيان_صمت_الحروف
تعليقات
إرسال تعليق